إيّاكي
رسالة منّي إلى كل امرأة إلى كل فتاة إلى كل بنت ظلمت، أجبرت، أهينت،
استضعفت واستغلت منه، منه هو، هو ليس بالضرورة أن يكون حبيبك صديقك وزوجك، لربما كان
أخاكِ، لربما كان أباكِ لربما كان رب عملك، أو لربما كان أي (هو) تقابلينه في أي مكان...
إيّاكي أن تجعليه يوماً يستهين بكِ ويشعركِ بأنك ناقصة لا شيء ونكرة
خلقت فقط لترضيه، بل واعلمي أنه هو الناقص والنكرة لأن فاقد الشيء لا يعطيه...
إيّاكي أن تنتقصي من شأنك وتقدمي كافة التضحيات والتنازلات من أجل
شخص لا يكترث أصلا لوجودك…
إيّاكي أن تقولي سأسكت سأرضى سأقبل بإهاناته المتكررة، سأقبل بلؤمه،
سأقبل بإيذائه المستمر لي من أجل الحب من أجل أطفالي ومن أجل ستر الفضيحة بل عليكِ
أن تقولي لنفسك نعم أحبك بل أُحبني أكثر...
إيّاكي أن تقبلي به وتقولي سيتغير، أعذريني أن أخبرك بأن هذا ما
يسمّى بقمّة الغباء فأنتِ التي ستتغير وهو لن يتغيّر، خصوصاً إن كانت به صفات من المحال
أو الصعب تغيرها... فابتعدي كل البعد عن الشخص الكذّاب لأن حياتكما ستبدأ بكذبه وستنتهي
أيضاً بكذبة، وعليكِ ألاّ ترضي بشخص لا يخاف الله، ومخافة الله لا تنحصر بين الصلاة
والصيام حيث هنالك صفات وأخلاق تثبت لكِ بأنه شخص سيء، فربما كان شخصاً سريع الغضب
ويتلفظ بألفاظ بذيئة فيسب الذات الإلهية في لحظة غضب، أو ترينه لا يحترم والدته ويعاملها
بطريقةٍ سيئة، فأنت وحدك تعلمي وتحكمي إذا ما كان الشخص يستحق الصبر عليه أم لا...
إيّاكي أن يسلبك أغلى ما لديكِ تحت غطاء الحب والوعود الكاذبة،
فاعلمي أن من يحب حقاً يريد أن يتوجكِ ملكة في مملكته وليس مجرد لعبة يلقيها في أقرب
حاوية حينما تنكسر...
إيّاكي أن تجبني أمام استغلال والدك أخاك عمّك أو أي شخص يعيش في
منزلك لجسدك بحجة أنّك ضعيفة أو تنصاعي لتهديداته الدنيئة، فعليكِ الذهاب لأقرب مركز
أمني أو حماية أسرة وتخبريهم بكل شيء وهم سيتكفلوا بالباقي...
إيّاكي أن تسكتي أو تخجلي من الفضيحة بمن يتحرش بك وخصوصا أثناء
العمل، فاصرخي أضربيه افضحيه أمام الجميع فلا تخافي وكوني متأكدة بأن الحق دائما وأبدا
سيكون معكِ... والتحرش ليس فقط يكون باللمس فالكلام الذي لا ترينه مقبولا أو خارج الأخلاق
التي تربيتي عليها فهذا يعتبر تحرشاً أيضاً فعليك إمّا أن تعيدي ما يطلبه منك بصوت
عالٍ أمام الجميع حتى لا يكررها مرة أخرى، فإن عجزتِ عليكِ أن تخبري مرؤوسك أو أي شخص
يستطيع مساعدتك بذلك، لكن لا تسكتي أبداً...
إيّاكي أن تجعليه يتلاعب بكِ يحدثكِ ساعة يشاء ويترككِ ساعة يشاء
ويتكلم معكِ حينما تنتهي كل الخيارات الأخرى فاتركيه لأن من يريدك لا يتصرف بهذه الدناءة أبداً...
اعلمي أن من ترككِ يوماً بلا سبب سيترككِ دهراً بلا سبب فإيّاكي
أن تلتمسي الأعذار له واتركيه لأن شخصا كهذا لا يستحقك أبداً...
واعلمي أنَك إنسانة جميلة محبوبة ذكيّة وقويّة فلولاكي لما جاء
نصف المجتمع الآخر... وعليكِ أن تعتزّي بذاتك وتثقي بنفسك وتفخري بأن الله كرّمك وأنزل
باسمك سورة في القرآن الكريم... وعليكِ أن تفخري بأن من آخر ما لفظ به حبيبنا عليه
السلام قبل موته: "أوصيكم بالنساء خيراً"... وعليكِ أن تفخري بذاتك لأن من
مثلكِ لن يتكرر في هذا الكون أبداً...
مع حبي واحترامي لكل امرأة كانت ومازالت وستبقى قوية دائماً وأبداً
