الأحد، 26 أغسطس 2012

سحجة الزوربا اليونانية


سحجة الزوربا اليونانية

تعتبر رقصة الزوربا من أشهر الرقصات اليونانية التي يتم رقصها على وقع موسيقى الزوربا، حيث ترى في شوارع وزقاق اليونان وحتى في المطاعم كلما دقت موسيقى الزوربا بدأ الناس بالتجمهر والرقص سويا رجال ونساء شباب وبنات وأطفال كذلك.. كل من أعمار وأجناس وطبقات مختلفة لكن جمعتهم موسيقى الزوربا ليرقصوا سويا بكل فخر وفرح، خلال مشاهدتي لأحد مقاطع الفيديو لتلك الرقصة سرحت بخيالي قليلا وقلت: "كيف لو كانت الزوربا أردنية"... 

بالقرب من ساحة النخيل والجميع معجوق ومنهمك بعمله يمر بكم ديانا حاطط أغنية مجوز بأعلى صوت فيترك الكل شغله ويصطفوا ويبدأوا بالدبك... فنرى عامل النظافة يمسك بيد فايز الطراونة من جهة وأحد شباب حراك الكرك ممسكا بيد حمزة منصور وهو بلولح بمسبحته من جهة أخرى... ونرى على جانب الطريق رأفت علي وحسونة الشيخ منهمكان في الدبك على أغنية "ولدنا اخوان وعشنا اخوان.. دمنا واحد بالشريان.. وحدتنا إيدي بإيدك.. قوم اشبك إيدك بيدي" لحسين السلمان.. ولا تخلو دبكتنا من إطلاق للأعيرة النارية فرحا للجمعة (بفتح أو بضم الجيم) الطيبة وتكون بإشراف خبير المتفرقعات يحيى السعود من جهة وجميل النمري بهوزجله على أغنية نجوى كرم وبقول: "لو ما بتكذب لو لو لو" من جهة أخرى... أما أبو منقل وأبو عيسى نراهم يتقافزون فرحا مثل ساندي بيل وصاحبها يملؤهما الفرح والحب والأمن والأمان...

لقد تعبنا من انقساماتنا... لقد تعبنا من قتالاتنا... لقد تعب وهرم الأردن منا جميعا...
إربد ليست لأهالي إربد... الكرك ليست لأهالي الكرك ولا حتى عمان لأهالي عمان... بل إربد، البلقاء، جرش، الزرقاء، الطفيلة، عجلون، العقبة، عمان، الكرك، مادبا، معان، المفرق للأردنيين جميعا، كفانا صراخا إنت حراك وإنت سحيج، وإنت من الحزب الفلاني وإنت إسلامي... كفانا أن نجعل مبدأ فرق تسد يحكمنا ويتغلغل في أوساطنا... كفانا أنانية الكل يغني على مواله وينادي ويطالب لتلبية مصلحته الشخصية... حرق وتكسير وتدمير للممتلكات العامة والشوارع عشان ابن فلان أبصر شو صار فيه... الفنانون يصعدون من اعتصامهم عشان تحقيق مطالبهم الخاصة... الإسلاميون يتكلموا ويتخذوا قرارات باسمنا وإحنا مش داريين بإشي... الحكومة تتمادى في رفع الأسعار والضرائب ونحن منهمكون بين وحداتي وفيصلي وبين عشيرة فلان وابن علان وبهيك عمرنا ما بنوصل لقرار لحل أي مشكلة إذا انهمكت الحكومة بإرضاء كل فرد وكل عشيرة وكل حزب على حدى...

فالنوحد صفوفنا وشعاراتنا من أجل الأردن ومن أجل مصلحة الشعب جميعا فالنجعل لنا زوربا أردنية إذا دقت موسيقاها شمالا رقص عليها الناس جنوبا... فالنتعلم الإصغاء لبعضنا البعض ونتحدث بكل عقلانية وديمقراطية... لأن من يطالب بالتغيير يجب عليه أن يعلم أن التغيير سيطاله هو كذلك وأن يكون على أهب الإستعداد لتقبل والتأقلم مع الوضع الجديد للمحافظة أولا وأخيرا على أردننا الغالي من أن يمسه أي مكروه أو أذى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق