"أتستبدلون الذي هو
أدنى بالذي هو خير"
ما بال
الناس يحرقون أنفسهم وقد نسوا قول الله عز وجل:"ولا تقتلوا أنفسكم إن الله
كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا".
أتعجب
ممن فضل واختار نار جهنم وسخط الله على ظلم وقهر الدنيا، وأتعجب أكثر ممن يدافع
ويصفق بل ويعظم من أقدم على حرق نفسه كما لو أنه بطل مخلفا وراءه حرقة في قلب أم
ومخلفا وراءه زوجة رملت وأطفال يتموا ومخلفا وراءه وطن ينزف ألما على أبناءه الذين
دفعوا أرواحهم ظلما ثمنا له.
أعلم
بأن الجوع كافر لكن ما اضطرهم لحرق أنفسهم لم يكن جوعا بل كان بسبب معايشتهم لكل
أنواع القهر والذل والظلم، وأعلم أيضا أنه لمن الصعب مد اليد وسؤال الناس والشكوى
لغير رب العباد، ولكن ما أعلمه أكثر أنه ليس بمبرر أن يقتل الشخص نفسه ليبرهن
للعالم أجمع أنه مظلوم معالجا الوضع السيء بوضع أسوأ منه ولو كان الحال كذلك لحرق
الشعب الفلسطيني نفسه واحدا تلو الآخر مما يتذوق كل يوم من ذل وظلم وبهتان وسرقة
أرض على مرأى العالم أجمع، لكن ما زادهم هذا إلا إصرارا وصبرا على الشدائد موقنين
بأن الله عز وجل سيأخذ بحقهم يوما ما ومتمسكين بقوله عز وجل: "ولنبلونكم بشيء
من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين".
صراحة
ما أستغربه الآن ولطالما استغربته وهو ما يجلبه البعض من تهلكة لأنفسهم، أي مثل
الذي لا يدرس ولا يحصل أي شهادة ويريد أن يقلد بمناصب عليا،أو كالذي بالكاد استطاع
أن يتزوج وقيامه بإنجاب لا ولد ولا ولدان بل درزنا من الأولاد دون عناء التفكير أو
التخطيط لما يخبئه المستقبل لهم من مفاجآت وبعد ذلك يصرخون و يطالبون بأن تحل
الدولة مشاكلهم بعد أن كانوا هم مسببيها.
اللهم
ارحمنا وارحم موتانا واجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق