الأحد، 26 أغسطس 2012

في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني


في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني
يا أسرى فلسطين ننحني في يومكم هذا وفي كل يوم لعظمنتكم ورباطة جأشكم وما بيدنا إلا الدعاء لكم بقلوب تعتصر ألما وخجلا لحالنا لحالكم ولحال الكرامة التي كلما نسجتها جباهكم وصدوركم نسلتها استكاناتنا وانقساماتنا...
يا أسرى فلسطين اعلموا أنكم أنتم الأحرار، أحرار العروبة والكرامة ونحن أسرى الخزي والعار...
نعم أسروكم وقد جهلوا أن الوطن في داخلكم حبيب أسير... نعم أسروكم وقد جهلوا أن إيمانكم يجعل كل عسير يسير... نعم أسروكم وقد جهلوا أن رب العباد لكم مجيب نصير...
يصادف اليوم ذكرى يوم الأسير الفلسطيني وما لا نعلمه أن ما يقارب الربع من أبناء الشعب الفلسطيني المناضل قد دخل سجون الإحتلال من رجال ونساء وشباب وأطفال تم تعذيبهم بأسوأ أساليب التعذيب والإجرام من ضرب بطريقة وحشية وإهانة وإذلال وتفتيش عاري ومنع نوم وحتى الإغتصاب الذي لا يسلم منه آباؤنا ولا أخواننا في سجون الإحتلال... غير التعذيب والعذاب النفسي الذي يعانيه من في داخل السجون وحتى خارجها لما يلاقوه من ضرب وأسر غير مبرر واقتحام لمنازل أثناء الليل وحتى هدمها، وتشتيت عوائل وأسر الرجال لترميل نسائهم وتيتيم أبنائهم على الرغم من كونهم على قيد الحياة... ويقضي العديد من أبناء فلسطين سنوات عدة وحتى المؤبد في سجون الإحتلال ويتم اعتقالهم دون لوائح اتهام أو سبب ملموس أو حتى دون محاكمة وهو ما يعرف بالإعتقال الإداري الذي تم تحريمه دوليا، لكن كل ما هو محرم يتم تحليله عند تطبيقه على شعب فلسطين الأبي... ولا ننسى الأسرى الذي تم الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل شاليط وهي صفقة عادلة على الورق لكنها ظالمة على أرض الواقع... حيث البعض منهم سرعان ما خرجوا تم أسرهم مرة أخرى... والبعض الآخر خرج هزيلا مريضا بعد أن أمضى أكثر من 20 عاما في سجون الإحتلال... وعلى إثر هذه الصفقة أقول للشهيد أشرف المعشر الذي خطف شاليط بضع كلمات...
عذرا يامحرر 1027 معتقل... هل تعلم بأنك أضحكتنا وأبكيتنا وجعلت البعض يآهيك والبعض الآخر لأجلك يحتفل...أضحكتنا حين خطفت شاليط وأصبح هو الأسير المعتقل... أضحكتنا حين أصبحت ضيفا بصحبة ربك شهيدا في جنان الخلد نعم المأوى والمستقر... أبكيتنا فرحا حين عجت زغاريد أمهات أسرى باتوا في سجون الإحتلال سنين أو حتى عقود لا تحتمل... وغصت أحلاقنا ألما لمصير شعب فلسطين وبكينا كل يوم كرها كوليد مستهل...
عذرا يامحرر 1027 معتقل... هل علمت أن بعض ممن تم تحريره قد عاد للمعتقل... هل علمت أنه في كل يوم من جنين من نابلس من الخليل لا بل من أرجاء فلسطين كلها يؤسر شباب من دون ذنب مفتعل... هل هدنة بين الأرانب والأسود بأمر محتمل... فما بالنا نعقد هدن مع عدو ظالم غدار بين الأمم والشعوب منبوذ محتقر...
عذرا يامحرر 1027 معتقل... قد سلمت الأمانة من بعدك ليد العرب وقد نسيت أنهم للقضية صم بكم عمي كالباهئم لا بل أقل...
عذرا يامحرر 1027 معتقل... ما حملته ودفن معك لم يكن مجرد اسم بل صفة حالنا لها اليوم تفتقر...

على الرغم من الآهات والويلات التي تصادف شعب فلسطين لكننا لا نرى فيهم إلا الصمود والعزة والكبرياء... شعب جعل من ألمهم ذكرى على الرغم من استمرار الألم... وحتى في السجون يبهرونا في بطولاتهم حيث نرى الأسير خضر عدنان تصدى للإحتلال بإضرابه عن الطعام لمدة 66 يوم ومن المتوقع الإفراج عنه في هذا اليوم...والأسيرة هناء الشلبي التي سارت على خطى الأسير خضر وتم الإفراج عنها ولكن مع إبعادها لقطاع غزة... لا ننكر أن ابعادها تعتبر جريمة ضد الإنسانية لكن من اعتقالها إداريا هي والأسير خضر أشخاص تجردوا من كل مبادئ الإنسانية ومعانيها فلن نتوقع منهم أي خير في نهاية الأمر... فمرحى لكم أيها الأسرى يا من ناضلتم من أجل الكرامة... يا من حاربتم من أجل الحرية وأمست قيودكم للفخر علامة... يا من صبرتم قاومتم قاتلتم وقمتم لعزة فلسطين حق قيامة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق