أنا الفساد... أنا
التغيير...
أصبح الفساد ظاهرة بل
حالة يمر بها الشارع العربي و يشجبها, سواء أكان فساداً شخصياً أم فساداً إدارياً أو
حتى فساداً حكومي، طالت هذه الظاهرة كل الأفراد و الأجناس و أصبح كل فرد يندد بها على
هواه أو طبقاً لمفهوم الفساد كما يراه هو، و العيب و كل العيب لا يقع على عاتق المُسبِب
بالفساد، بل الذي يتحمل كل المسؤولية و العواقب الوخيمة هو الشخص نفسه لما قبِله من
ظلم و استبداد و بقي مكتوف اليدين ولم يحرك ساكناً، لن أنظر لحال الشارع في الخارج
و أصرخ نعم للتغيير... لا للفساد.. و أهتف بكلمة باطل باطل باطل... و لن ألعن الآباء
لما خلَفوه للأبناء من تراكمات وصلت بها الحال إلى ما عليه الآن..ولن ألقي بأي تقصير
أو خطأ أو حتى إهمال على عاتق الحكومات.. لطالما عشنا كما نريد و غضضنا النظر عن أمور
اعتبرت من توافه الأمور حتى تراكمت و أصبحت مشكلة لا تحل بين ليلةٍ و ضحاها... فها
أنت ترى الأب يصرف النظر عن تصرف سيئ قام به ولده باعتبار >>إنه عادي شب زيُو
زي كل الشباب خلِيه يجرِب و يعيش<<... و قد ترى الأم >>بتسكت و بتخبي<<
عما تفعله ابنتها متمسكة بمبدأ الحرية و البعد عن التخلف... نعم وصل بنا الحال بأن
نصف التمسك بالعادات و التقاليد و المحافظة على إرث الأجداد بالتخلف.. و بكل وقاحة
و جرأة نصرخ و نُطالب بحل الفساد ناسين أو متناسين بأن الفساد هو نحن و نحن سببه...فعلا
كما يقولون بأن البيوت أسرار.. و لو تعلموا بأن هذا السر هو سبب تردي الوضع في الخارج
فلولاه لما عمَت السرقات و الخراب وازدادت الفواحش و ارتكاب المحظور فلم تعد هناك خطوط
حمراء لتجنبها...و هذه الجامعة.. الطلاب بها يكونوا ابن فلان و أبوه يكون فلان فيتخرَجون
>> تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما إجيتي<< و الأجمل من ذلك أنهم يقلَدوا
بمناصب و شركات كبرى مع العلم أنهم لا يعرفوا الخمسة من الطمزة... و ها أنت تدخل على
مؤسسة متملكة لأشخاص و ترى بأن شخص ما و بم الصدفة أصبح الآمر الناهي بهذه المؤسسة
و السبب!!! ما هوِ من جماعة المدير بيطلعله و ترى التفاوت بالرواتب و الخبرات وأهلية
الموظف للعمل و ظاهرة التحرش الجنسي داخل هذه المؤسسات التي أمست تمر مرور الكرام دون
معاقبة مرتكبيها أو حتى مسائلتهم...وما إلى ذلك من ظلم و جور.. و المستشفيات... نعم
المستشفيات أخذت نصيب الأسد من الفساد.. يذهب المريض و كأنه فأر تجارب مع إبقائه القدر
الممكن من الوقت ليبيت في المستشفى حتى ينهبوه.. لا أنكر أنهم يُذهبوا علًته بس بنفس
الوقت بعلُوا جيبته... و بالآخر >>>بيسأل الواحد ليش هيك البلد و ليش ما عم
تطوَر و وين راحت مصارينا!!؟<<< نعم الفساد موجود أينما التفتنا.. تارةً تراه
متخفٍ تحت عباءة الإصلاح و المصلحة العامة.. و تارةً أخرى تراه و تعمي عيناك عنه لقناعتك
بأن البقاء فقط للأقوى و أنَ لا حول لك ولا قوة تجاهه... و تتصدى له بمحاولة التغيير..
فتنهر هذا و تشتم ذاك و تأمر من حولك للتحرك و ينتهي بك المطاف راجعاً بخفي حنين..
نعم التصدي للفساد هو التغيير و إن صح التعبير التغيير للأفضل و لكن ما يجب فعله هو
أن يبدأ التغيير من أنفسنا ومن بيوتنا من الطريقة السليمة لتربية أبناءنا و من ثم تغيير
عاداتنا السيئة و أفكارنا قبل أن نشهر سيوفنا مطالبين بالتغيير لما حولنا.. و صدق عز
وجل في محكم كتابه إذ قال: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا
مَا بِأَنْفُسِهِم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق