تسي تسي

تسي تسي

أذكر حينما كنت في مرحلة التوجيهي وكلما خطر على بالي أن أدرس يغلب علي النعاس فأرى نفسي أسقط وأنام في نفس البقعة التي فكرت فيها بالدراسة... مرة عالأرض.. مرة تحت الطاولة.. مرة بالبانيو.. ومرات كتيرة ما كنت أفيق عشان تخطرلي الفكرة بالأصل... لا أعلم لم كان يقهرني النوم كثيرا في تلك الفترة، لكن الذي كنت أعلمه أنه كانت لدي مسؤوليات ضخمة من دراسة وامتحانات ومستقبل مجهول ينتظرني.. لكن في نهاية المطاف كنت دائما أقول لأ.. أنا بدي أدرس وبدي أنجح.. بس كله من تسي تسي هي السبب...

تسي تسي هي نوع من الذباب تعيش في أفريقيا وتنقل داء مرض النوم... والمضحك هنا أننا لم نكتف بحمى الربيع العربي الذي انتقل إلينا من القارة المجاورة لكن انتشر معه ذباب التسي تسي ليحط أرحاله أولا على مجلسنا العظيم مجلس الشعب ليحظى خلال فترة وجيزة باللقب المشرف مجلس النوام... ونرى الآن هذه العدوى قد انتقلت وانتشرت بين وزرائنا المخضرمين، الذين تهربوا ودفنوا كامل مسؤولياتهم ليغطوا في ثبات عميق تاركين الوطن ينزف والملك يعمل ويحارب وحده والشعب كالعادة يدفع الثمن...

نصيحة لكل النوام يجب الحذر من تسي تسي فهي حشرة خطيرة جدا إن لسعتك قد تسبب بغيبوبة فتنام مدى الحياة.. يعني للأبد.. يعني لحد ما نموت.. يعني ليوم القيامة زيها زي الرواتب التقاعدية...

الله يسامحك يا تسي تسي كان جبتيلنا أختك تفي تفي معك بلكي صحصحوا الجماعة شوي...