الأحد، 26 أغسطس 2012

تذكروا يا أولي الألباب... فهل أنتم فاعلون!!!


تذكروا يا أولي الألباب... فهل أنتم فاعلون!!!

وددت أن أبدأ الكتابة بقصة طريفة بمثل قديم بأبيات شعر لكن لم أجد أصدق وأروع من كلام الله لأستهل به حديثي وأعطر به كتاباتي، حيث يقول عز وجل: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"، وكأنما نزلت هذه الآية للتو، إذ أن كل كلمة فيها تحمل معانٍ كثيرة مؤيدة ومؤكدة لحالنا ولما نمر به الآن، إذ نرى أن كل حزب أو جبهة يقفز ويقول: نحن رأينا... والشعب يريد.. ونحن السلطة... ونداء لحماية الوطن والشعب... وأنا أقول: من أنتم!! ومن نحن!!!
أنا كفتاة أردنية وكحقي في المواطنة وباعتباري واحدة من أبناء الشعب أتساءل وأطالب بإجابات... من سمح لكم بضمي لحزبكم والتكلم بصوتي!! ومن سمح لكم بالتبختر بالشوارع وافتعال المشاكل تحت مسمى الحرية والديمقراطية!! ومن أذن لكم بأن تقرعوا الطبول وتهتفوا الله أكبر الله أكبر..كما لو أنها أصبحت حكرا لكم علما بأني أقولها مئة وثلاث مرات يوميا في صلاواتي دونما السنن!! ومن أذن لكم بالتدخل بأمور السياسة والمطالبة بحكومات ودساتير تلبي مطالبكم فقط، من خلال ما رأيناه من استعراض عسكري تلبسون العصب الخضراء الذي والله لم أره إلا كاستعراض لسلاحف النينجا وهم يجوبون شوارع جبل الحسين في عيد الفطر السعيد ويتراقصون ويتمايلون على أغنية "دي دي واه" للشاب خالد...
فعلا من أنتم!! أخبروني وبكل صراحة... فندوا كلامي اصرخوا وقولوا لي أن ما تتفوهين به ما هو إلا افتراء وهراء... أثبتوا لي صدق مطالبكم... كما تطالبون بمصداقية الحكومة بكل جرأة واستهزاء... أروني ماذا عملتم سابقا.. ماذا تعملون للوطن غير التجمع كل جمعة مخلفين جروح بليغة في الوطن وسيادته...أخبروني بالله عليكم أين كنتم حين صرخت امرأة فقيرة وأرملة في برنامج الوكيل تطلب يد العون من أهل الخير!! لم لم أسمع بتكفل جبهتكم لهذه المرأة ولو لمرة واحدة في حياتي!!! أين كنتم حينما دوت صرخات الشباب "بدنا نتجوز" ولم يجدوا سوى طريقين كلاهما يصبان للهاوية...ألم يكن بمقدور جبهتكم توفير مبالغ زهيدة لهذه الشباب حتى لا يلجؤوا لارتكاب الفاحشة أو الربا!!! أم أن فقط دوركم ينتهي عند المعارضة أو طلب القصاص... مثل دوركم إذا سرق شخص تقفون وبكل قوة تقولون: حد السرقة.. قطع اليد... طيب طعموه عشان ما يسرق..!!!! ألطالما قلتم بأنكم تملكون الكثير من المال ولا تتطلعون لا لسلطة ولا لجاه أو منصب!!!! أم أنكم أصبحتم كالذين يقولون مالا يفعلون!!! متناسين قول الله تعالى: " وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر" ألم تتنبهوا بأنه عز وجل لم يقلها هباءا بل أنه أوعز بالأمر بالمعروف قبل اللجوء إلى النهي عن المنكر.. أي قبل المطالبة بالقصاص وفروا بيئة سليمة نظيفة للأطفال والشباب افتتحوا مراكز تعليمية وتدريبية لهم، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم:" علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" لم دائما تختبئون وراء قصر دشاديشكم وطول لحاكم وتلحفون أنفسكم بعبائة الإسلام منفرين ومخوفين من حولكم ناسين متناسين جمال ديننا الحنيف وروعة مبادئه وأخلاقه ناسين أن ديننا دين يسر ولم يكن مجرد حفظ لآيات القرآن دون تطبيقها... ولم يكن ديننا السمح ليستهين بقدرة أحد أو يختار من خالفه الرأي عدوا وندا له... ألم يكن جار حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يهوديا!!! ألم يبك المسلمون حين خسر الروم على يد الفرس وقد تنزلت سورة الروم لتبشر المسلمين بانتصارهم مرة أخرى على إثرها... ولم يا أخوان نسيتم أن من حارب في معركة الكرامة يدا واحدة دون الإنتماء لا لجبهة ولا لحزب رجالات أؤتمنوا على وطنهم وباعوا أرواحم ودمائم فداءا له وللعروبة والكرامة.. وها أنتم تتجرؤون على أرض الكرامة لاستكمال عرسكم الذي ينتهي بتقديم رأس العريس كقربان لإله الفساد والفتن... رجاءا لا تكتفوا بالصراخ ورفع أصواتكم لتحقيق مطالبكم الشخصية حاملين قناع الإسلام على وجوهكم... رجاءا لا تعثوا في الأردن فسادا وانقساما حتى لا تكونوا جسرا للوطن البديل... رجاءا خذوا بآيات القرآن الكريم ولا تكتفوا بحفظها بل بتطبيقها والتعامل بمبادئه واتبعوا سنن الرسول عليه السلام وتقيدوا بأخلاقه حتى تكسبوا ود الكثير قبل أن يكون هدفكم السلطة، فالشعب الذي تحمل واستطاع أن يغير أكثر من حكومة خلال سنة سيتصدى بيد من حديد لأي شخص يريد أن يعثى في هذا البلد فسادا وأن يتطاول عليه وطنا كان أو سيادة أو حتى شعبا فتذكروا وتفكروا يا أولي الألباب... إن كنتم تعقلون!!! 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق