الاثنين، 27 أغسطس 2012

فتنة المحيا والممات



فتنة المحيا والممات

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فاليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال.
منذ فترة ليست بقصيرة حيث كنت أدعو أحيانا إن تذكرت بهذا الدعاء كما أخبرني والدي العزيز عن فضله عند التشهد الأخير أي قبل السلام والإنتهاء من الصلاة، لكن لم أكن على دراية تامة بالمعنى الحقيقي
والعميق وصدقا المريب وراء استعاذتنا من فتنة المحيا والممات حتى اللحظة حين عرفت المعنى وأنا أستعيذ من هذه الفتنة بكل ريببة.
فتنة المحيا تتلخص في فتن الدنيا حيث نرى الباطل حقا ونتبعه ونرى الحق باطلا ونجتنبه ونصد ونحيد عنه ونتبع شهواتنا وإغوائات الدنيا الزائلة... أما فتنة الممات تتلخص في شقين أحدهما عند سؤال الملكين لنا من ربك من نبيك وما دينك حيث تسهل الإجابة على المؤمن الصادق فيطيب وتعسر على الضعيف فيخيب..
أما فتنة الممات الثانية والمريبة حيث يكون الإنسان في حال نزاع بين الحياة والموت والروح عالقة على شعرة فيحرص الشيطان على إغواء بني آدم في تلك اللحظة أي قبل انقطاع الروح عن الجسد فيأتي للإنسان وهو في حال حرجة مزرية خائفة ضائعة ضعيفة الإرادة هزيلة القوة فيستغل الشيطان الرجيم تلك اللحظة فيعرض على الإنسان أديان لاتباعها غير دين الإسلام بحجة أن ينجيه ويخلصه من ألم وسقم ووحدة اللحظة فيضله ضلالا ليس بعده ضلال ويكفر ويتبرى منه في أخر نبض في حياته... فلربما يأتيه وهو في شدة عطشه ويغويه بماء للخلد شريطة أن يكفر بالله ويضعف أمام وسواسه ويكفر... يا الله ما أصعبها من نهاية وما أقساها من فتنة حيث كل أعمالنا وصلاتنا وصيامنا وقيامنا تنحسر بدقائق أو حتى ثوان تفرق بيننا وبين جنة الخلد بخيط رفيع... يا رب أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه... يا رب نستعيذ بك من نار جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة الدجال وفتنة المحيا والممات... يا رب ثبتنا عند سؤال الملكين لنا واجعل آخر ما ينطق به لساننا أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق